بياع هوا

الأحد، 3 فبراير 2008

جيل في قفص الإتهام







يا سيدي القاضي العزيزْ


إني أرى جيلاً من الأحلام عانقَه الغروبْ


جيلٌ يَذوبْ


ما عاد يملك أنْ يَسِيرْ


ما عاد يملك أنْ يكون مميّزًا


إنْ ظلَّ ينتظر المصِيرْ


جيلٌ صَغِيرْ


يرنو معانقة الكسلْ


من تحت أمطار السماءْ

ويقَدسُ التفكير في وقت المساءْ


في ظل أضواء الشموعِ

الذائباتِ علي مصيرٍ يحتضرْ


يبكي نهارًا مظلمًا بالظالمينْ


فَتحطمتْ في داخله

كل انتماءاتِ الجنينِ إلي الحياةْ


فَدماؤه يجري بها سمٌ زُعَافٌ قَاتلٌ


يُدمي العقولَ ويسلب الروحَ الكِيانَ بِلا حياءْ


ويحطمُ الريحانةَ البيضاء في قَلب العذارى التائبينْ


قُتِلَ الحنينْ


وتبَلدَتْ كل المشاعرِ في قلوبِ العَاشقِينْ


لتصيرَ حبرًا جامدًا


يحكي خريفًا يابِسًَا وسقوط أوراقِ الشجرْ


كيف الربيع بِدون ماءٍ سيدي


والماءُ مفتاح المطرْ


جنَّ السُّؤالُ من التساؤلِ عن جوابْ


شابَ الشبابْ


ما عاد يبصر ماءَه إلا سرابْ


قَد أنهكتْ طاقَاته في ذلك الوقتِ الوجيزْ


يَا سيدي القَاضي العزيزْ


قَد ماتتْ الأحلامُ في رحم الحياةْ


والموت ينتظر المزيدْ


فلتلحقوا بِفتات جيلٍ يحترقْ


من قَبل أن يمسي رمادًا ساكنًا أو ينفجرْ


فتثورُ حباتُُ الرمادِ المحترقْ


في كلِ أنحاءِ السماءْ


كي ما تصير سحابةً سوداءَ


تُخفي النورَ عن عين الكثيرْ


وتفيضُ بِالمطرِ الغزيرْ


مطرٌ منَ الإحباطِ فَوْقَ رُؤوسنا


أَدلتْ به فَوقَ الرؤوس وفي النفوسِ


سحابة اليأس الخبيثْ

يا سيدي القَاضي العزيزْ


أنا لست أرفض ما يشاءُ اللهُ للعبدِ العنِيدْ


لكنني أأبى محاكمةَ الضحيةِ أو عتابًا من جديدْ

فَالليل أوشك أن يفورْ


والفجر أضحى بين بينْ


والطير يذبح مرةً

لا مرتينْ

الطير يذبح مرةً
لا مرتينْ

posted by عبد الحميد محمود at 12:17 م 5 يكفيني مرورك ويسعدني تعليقك